ملف اليوم 📘 جرمانا تحت النار: فتنة التسجيل وصدى الرصاص 
🔵 في سطور: تسجيل صوتي منسوب لأحد شيوخ الدروز احتوى إساءة للنبي محمد، يشعل موجة اشتباكات طائفية في جرمانا. سقوط 13 قتيلًا على الأقل، بينهم عنصران من الأمن العام، في أعنف ليلة شهدتها المدينة منذ سنوات. الحكومة والوجهاء يتفقون على خارطة طريق من 4 بنود، أبرزها: المحاسبة، جبر الضرر، ووقف التجييش. الشيخ ينفي، والغضب ينتشر… والحكومة "تُحقق". بينما المدينة تحترق بين روايتين.
⚠️ صوتٌ مفبرك... ودم حقيقي الأحداث بدأت بتسجيل صوتي انتشر على مواقع التواصل، يتضمّن إساءة للرسول الكريم، نُسب إلى الشيخ الدرزي مروان كيوان. الأخير نفى بشدة صلته بالصوت، ووزارة الداخلية السورية أيدت ذلك لاحقًا. لكن الغضب سبق النفي، واندلعت مواجهات دامية في جرمانا، استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، وسقطت قذائف هاون على أحياء المدينة. النتيجة؟ 13 قتيلاً (بحسب بعض الروايات 14)، و15 جريحاً على الأقل، وعودة شبح الفتنة إلى الضواحي الشرقية لدمشق. 
*صورة نشرتها وزارة الداخلية السورية تظهر قوى أمنية في جرمانا قرب دمشق في 29 نيسان 2025 🧭 خارطة طريق متأخرة… ولكن ضرورية اجتمع وفد حكومي مع وجهاء جرمانا وقيادات دينية درزية، أبرزهم ممثل محافظ ريف دمشق، محمد علي عامر، ومسؤول الشؤون السياسية أحمد طعمة. الاتفاق الذي أُعلن عنه تضمّن: - ضمان إعادة الحقوق وجبر الضرر لأهالي الضحايا.
- محاسبة المتورطين وتقديمهم للقضاء.
- ضبط الخطاب الإعلامي ووقف التجييش الطائفي.
- تأمين الطريق بين دمشق والسويداء لحركة المدنيين.

الحكومة تعهدت ببدء التنفيذ فورًا… لكن الشارع لا يثق بسهولة. 🗣️ تصريحات نارية وبيانات متقاطعة "الحناوي" يُحذر ويؤكد رفض الإساءة للمقدسات - مشيخة العقل: "ما جرى فتنة كبرى تهدد وحدة سوريا". - حكمت الهجري: "عصابات إرهابية تكفيرية قتلت أبناء جرمانا". - وزارة الداخلية: "الصوت مفبرك… لكن من أطلق الرصاص؟!" - سكان محليون: "التحريض بدأ من حمص… وبلغ ذروته عند حاجز النسيم". 👥 ماذا قال الناس؟ منى (49 عامًا): "الحكومة تأخرت، وهذه ليست المرة الأولى التي يُترك فيها الشارع لمصيره". نزار (53 عامًا): "خطاب الكراهية هو القاتل الحقيقي، مش التسجيل". عمار (44 عامًا): "كنا جيرانًا، صرنا متحفزين لبعضنا… هذا خراب". 📉 الفتنة لا تموت بسهولة رغم انتشار قوات الأمن، وحظر التجول الضمني، بقيت شوارع المدينة فارغة، والمتاجر مغلقة. 
🏙️ جرمانا: مدينة التنوع تقع جرمانا جنوب شرق دمشق، وتُعد واحدة من أكثر ضواحي العاصمة كثافة سكانية وتنوعًا طائفيًا، حيث يعيش فيها خليط من الدروز والمسيحيين والمسلمين، إلى جانب آلاف المهجرين من مناطق أخرى منذ عام 2011. لطالما كانت مثالًا هشًا على التعايش… حتى انفجر الهامش. 🔻 إسرائيل دخلت سابقاً على الخط! 
لم تفوّت تل أبيب فرصة التوتر السابق، فأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أن جيش الاحتلال مستعد للتدخل "لحماية الدروز في جرمانا". التهديد العلني جاء في 1 آذار، وقال نتنياهو: "إذا آذى النظام السوري الدروز، فسنؤذيه". موفق طريف، زعيم الدروز في إسرائيل، قال إنه عقد اجتماعًا طارئًا مع قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، وأجرى اتصالات مع وجهاء جرمانا ومسؤولين دوليين، ووصف ما حدث بـ”الهجوم الإرهابي الغاشم” وهدد بـ”غياب الأمان للطائفة إن لم تُحمَ حقوقها”. أما كاتس فوصف الحكومة السورية سابقاً بأنها "إرهابية لا يمكن الوثوق بها". والرسالة واضحة: أي خلل في جرمانا قد يفتح الباب لتدخل عسكري إسرائيلي مباشر قرب دمشق. الوقاحة الصهيونية المعتادة؟ أم محاولة استثمار فتنة داخلية لصناعة نفوذ؟ السؤال مطروح… والإجابة في الميدان. 🧩 بين الأصوات المفبركة والموت، تبقى الحقيقة ضحية الضجيج. ✳️ التنوع في جرمانا لا يجب أن يكون وقودًا لصراع… بل دليلًا على إمكانية الشراكة رغم الجراح. 
جرمانا ليست حربًا، لكنها تذكرة دموية بأن الشرارة قد تبدأ من تسجيل… والبقية تأتي. 🔗 المصادر The New York Times • Al Jazeera • The New Arab • سانا • تلفزيون سوريا • وزارة الداخلية السورية • صفحة الراصد • عنب بلدي • فرانس برس • رويترز • Syria Feed • صحيفة معاريف الإسرائيلية • القناة 12 |